المجتمع التركيسياحةمنوعات

سجاد أرداهان.. جمالٌ يدوي طرزته الأجيال

أبدعته أنامل النساء والفتيات الصغيرات

ترجمة – سنا ترك

تتمتع أرداهان بتراث غني جدًا من حيث القيم التاريخية والثقافية، وفي هذه الولاية الواقعة في أقصى شرق الأناضول على الحدود مع جورجيا، تشيع حرفة (نسج السجاد)، فقد حملت نساء المنطقة هذه الثقافة من قديم الزمان حتى يومنا هذا، وما زلن يحافظن على أنوال النسيج في بيوتهن.

يمكن -ببساطة- ملاحظة آثار التركيب القوقازي – العثماني – التركي في السجاد المنسوج في هذه المنطقة، إذ تبرز الأشكال الحيوانية والنباتية لفن السجاد السلجوقي، مع الزخارف الهندسية والدينية للإمبراطورية العثمانية، والتي تطغى ثقافتها على هذه الحرفة في أرداهان.

الفتيات الصغيرات اللائي يقمن بنسج السجاد يعبّرن عن مشاعرهن من خلال إضافة ألوان وأنماط جديدة إلى السجاد الذي ينسجنه، والجميل أن لكل عائلة في المنطقة أنماطها الخاصة، وكل شكل ولون مستخدم في السجاد هو تعبير عن مشاعر مختلفة.

 

لكل لون معنى

وبينما ترمز زهرة اللوتس إلى السعادة، فاللون الأبيض يرمز إلى النقاء، والأسود يرمز إلى الأخطاء، والأحمر يرمز إلى الحركة ومحبة الدين، أما الأصفر فيرمز إلى الشر والحزن، والأزرق إلى القوة والصلاح.

وتزداد هذه المنتجات جمالاً بما يُطلق على أنماطها من أسماء فريدة خاصة بها، ومن ذلك: تاج الزفاف، والبيرنيك، والخطاف، والبساط، والعرق والورد.

وتحظى هذه الحرفة التاريخية بدعم رسمي، إذ يتم تنفيذ العديد من الأنشطة من قبل إدارة التعليم العام في أرداهان، من أجل المحافظة على هذا التراث الثقافي، وحث الأجيال المقبلة على التمسك به، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة للنساء والفتيات الصغيرات.

وعادة ما تُقام دورات تدريبية في مراكز التعليم العام في المقاطعات والمناطق؛ بهدف نشر حرفة نسج السجاد في جميع أنحاء الولاية.

وفي سبيل هذا الدعم، أنشأت شركة (هاليجيليك) المحدودة التابعة لمؤسسة أرادهان للتنمية الإقليمية، التي أنشأتها ولاية المنطقة، والتي تهدف إلى تقديم السجاد القوقازي المحلي للعالم؛ للحفاظ على القيم الثقافية للولاية وتطويرها، وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل من خلال خلق فرص العمل في ورش الشركة، وفي الوقت الحالي يعمل في هذه الورش حوالي 60 شخصًا ​​على 32 نولًا.

 

أصباغ طبيعية

تُحضّر الأصباغ من النباتات والجذور والفواكه؛ من أجل الحصول على ألوان طبيعية وحيوية في السجاد المنسوج، ولم يعد الأمر يقتصر على نسج السجاد المنزلي، بل تطور إلى نسج سجاد السيارات، والحقائب، وبطاقات الأسماء، والوسائد، ووسائد الحائط .

واللافت في هذه الورش أن أجور الموظفين تُدفع حسب كل غرزة، وينجز العاملون ما متوسطه 4-5 آلاف غرزة في اليوم.

وتحمل الأنماط المنتَجة في هذه الورش أسماء معروفة مثل: ديرمه، وقفقاس، وأديلر، وليزجي كازاغي، وكوتش بوينوزو.

(kultur portal).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى